اعداد:
د. أمير عوض محمد – مركز بحوث الحياة البرية
عميد شرطة: ادم حسن ادم – الادارة العامة للحياة البرية
الخرطوم
يناير 2014
مقدمة:
ظل تضاؤل البيئات الطبيعية وشبه الطبيعية من اهم العوامل التي تؤثر علي التنوع الحيوي حيث اصبحت هذه البيئات غير قادرة على استدامة بعض الانواع. فمحدودية الموارد وقدرات تحمل النظم البيئية لمتطلبات الزيادة السكانية المستمرة مع التطور المستمر للبنيات العمرانية ساعد على زيادة تدهور النظم البيئية. وحتى لا تفقد هذه النظم البيئية إمكانية عطاؤها وتفقد بذلك التنوع الإحيائي الذى تحتويه انتقل التركيز الرئيسي في الحفاظ على التنوع الإحيائي من حماية الانواع المعرضة للانقراض والتنوع الوراثي الجيني إلى حماية المواطن البيئية باعتبارها ارث طبيعي لإنسان اليوم والأجيال القادمة.
نجد أنه من أهم سبل الحماية أنشاء المحميات. فالدعوة لتأسيس المحميات الطبيعية أصبحت ترتبط بالاستغلال المستدام للموارد الطبيعية. كما أن المحميات الطبيعية تساهم فى الاستقرار البيئي وتحد من الفيضانات والجفاف وتحمى التربة وتحافظ على الطاقة الإنتاجية للأنظمة وتومن استمرارية المياه والغطاء النباتي والوجود الحيواني وتتيح المحميات الطبيعية الإمكانية للبحوث والرصد ومتابعة التنوع الأحيائي وتحقيق أعلى فائدة منه لخير الإنسان وهى تمثل قاعدة أساسية لانطلاق صناعة السياحة وزيادة فرص العمل. كل تلك الفوائد تنعكس تماماً علي الجوانب الاجتماعية مما يتيح توفير المتطلبات الأساسية وتحقيق الاستقرار الاجتماعي.
ومن هذا المنطلق فقد انطلق تيم من المختصين لأجراء مسوحات متكاملة لمنطقة الغزالي بالولاية الشمالية لتحديد وذلك لتحديد الامكانات التي تزخر بها المنطقة من حيث الموارد الطبيعية والحياة البرية.
مبررات المسح:
1- وجود كميات كبيرة من غزال الدوركاس، الثعالب، ابن اوي، الارانب، الفئران ….الخ
2- وجود نشاط دائم ومكثف من الصيد من قبل مجموعات مختلفة تشمل مستوطنين وغرباء.
3- المحافظة علي ما تبقي من الانظمة البيئية المختلفة خصوصا وان المنطقة تقع ضمن الاقليم الصحراوي والذي يعتبر من اكثر الاقاليم النباتية هشاشة حيث يصعب تعويض الفاقد فيه.
4- التكوين البيولوجي والطبيعي الفريد للمنطقة حيث تزخر المنطقة بالإضافة لموارد الحياة البرية بمناطق اثرية فريدة يرجع تاريخها الي ما قبل التاريخ.
أهداف المسح:
1- مسح موارد الحياة البرية بمنطقة الغزالي.
2- تقييم البيئات الطبيعية بمنطقة الغزالي.
3- تخريط المنطقة وتحديد اماكن وجود الغزال الدوركاس ان وجد.
4- اجراء الدراسة الاجتماعية والاقتصادية للسكان بمنطقة الدراسة لتحديد مدى اهتمامهم بالموارد الطبيعية وموارد الحياة البرية على وجه الخصوص.
منطقة الغزالي:
الموقع:
تقع منطقة الغزالي بالولاية الشمالية محلية مروي بمساحة 125 كلم عند خطي طول 57.4 026 18 شرقا و 45.9 23 18 و خطي عرض 57.4 54 31 و 02.6 03 32 شمالاً. وتبعد حوالي ثمانية عشر كيلو متراً (18 كلم) في اتجاه الشمال الشرقي لمدينة مروي. يحدها من الشمال ولاية نهر النيل، ومن الجنوب محلية الدبة، ومن الشرق ولايتي الخرطوم ونهر النيل.
المناخ:
تقع المنطقة ضمن المناخ الصحراوي حيث تنقسم السنة الي قسمين صيف حار جدا تتراوح فيه درجات الحرارة ما بين 28 و 43 درجة مئوية. وشتاء بارد جدا تتراوح فيه درجات الحرارة ما بين 10 الي 23 درجة مئوية. أما الامطار فهي قليلة جدا تتراوح ما بين 0 الي 10 ملم تقريبا.
التضاريس:
التضاريس بمنطقة الغزالي عموما تتكون من تشكيلتين اساسيتين هما:
1- تكوينات الجبال والتلال الواسعة الانتشار والتي في سلسلتين يفصلهما خور ابو دوم.
2- مجاري السيول المتحولة داخل التلال والتي تحتوي علي رواسب خشنة والتي ساعدت كثيرا في تخلل مياه الامطار الشيء الذي ساعد كثيرا في تغذية المياه الجوفية بالمنطقة. كما أن هذه المجاري والاودية تحتوي علي تربة رملية وطينية وبعض المياه السطحية والرطوبة وهي ذات خصوبة عالية.
صورة رقم (1) وضع المسارات وتحديد النقاط قبل عملية المسح الليلي (تصوير رقيب اول شرطة خالد عمر نوفمبر 2014)
خريطة المنطقة:
الغطاء النباتي:
يتكون الغطاء النباتي للمنطقة من الحشائش والشجيرات والاشجار التي تميز المناخ الصحراوي وبيئات الخيران والاودية والمتمثلة في أشجار السيال، السلم، المرخ، السرح، الهجليج، العشر، والاراك. اما الحشائش فيوجد التبس، التقر، التمام، الحنظل، الضريسة، الصفراوية، الشحا، قش النعام، الريلة، الحمريب والحرجل. كما توجد بعض الغابات الطبيعية المتفرقة علي امتداد الوديان الرئيسية مثل وادي خور ابو دوم ووادي ابو عشوش ووادي ديم عون.
صورة رقم (2) الغطاء النباتي بالمنطقة (تصوير رقيب اول شرطة خالد عمر نوفمبر 2014)
القطاع الحيواني:
اهم الحيوانات الموجودة هي الابل، الماعز، الضأن والابقار
السكان:
معظم السكان الموجودون بالمنطقة هم من قبائل الحسانية المناصير والشايقية ويمارسون الزراعة والرعي ويعتمدون علي المياه الجوفية والسطحية في زراعة المحاصيل مثل القمح والخضروات بمختلف انواعها. وعادة تكون الزراعة في موسمين هما الموسم الشتوي والموسم الصيفي مما يعني الاستغلال المكثف للأرض.
اما الرعي فيمارس في الوديان وعلي الغابات الطبيعية المنتشرة في شكل جيوب علي امتداد الوديان. اما السكن فيسكنون في بيوت مصنوعة من خشب الاشجار (الرواكيب).
صورة رقم (3) الروح المعنوية العالية لبعض الافراد المشاركين في المسح
تنقسم منطقة الغزالي الي ثلاثة اقسام حسب رواية سكان المنطقة وهي:
1- منطقة الغزالي تحت:
وتطلق علي النطقة المجاوره لمدينة مروي، اهم ما يميزها وجود الدير وهو عبارة عن منطقة اثرية تعبدية (كنيسة) يرجع تاريخها الي حوالي تسعة الاف سنة حيث كانت مكان للتعبد في ذلك الوقت وتحتوي علي كنيسة، ثكنات، مقابر وموقع سكني. تم اكتشافها بواسطة الباحث الالماني بيتر شيني عند زيارته للسودان في الفترة 1953 – 1956.
2- الغزالي الوسطي:
وهي المنطقة التي تلي الغزالي تحت حيث تبعد منها بحوالي 7 كلم. هجرها السكان منذ حوالي 7 سنوات. اهم ما يميزها وجود مباني طينية ومدرسة مهجورة، كما يوجد بها منطقة ام رويم وهي عبارة عن منطقة اثرية وبها اثار تسوير حديثة من جزوع النخيل ويقوم حراستها مبلول وابنائة الذي يتبع لقبيلة الحسانية.
صورة رقم (4) المناطق الاثرية الواعدة بمنطقة الغزالي تحت (تصوير رقيب اول شرطة خالد عمر نوفمبر 2014)
3-الغزالي الفوقانية:
تقع علي بعد 11 كلم من الغزالي الوسطانية، يوجد بها مسجد ويسكن بها الحاج علي احمد الماحي واسرته منذ عام 1974 ويعملون بمهنة الزراعة.
طريقة المسح:
اعتمد المسح العام للمنطقة علي مسحين اساسيين هما:
1- مسح الموارد الطبيعية:
وفيه تم استخدام المسح الليلي والنهاري للحيوان طريقة المسارات (Transect) باستعمال العربات بزمن مفتوح لتكمن المسافة هي طول المسار ومنها تم:
– تطبيق طريقة الرؤية المباشرة للحيوان.
– تطبيق طريقة اثار الحيوان سواء كانت اثر ارجل او مخلفات (foot print and feces).
– المقابلات المباشرة مع السكان والرعاة والمزارعين بالمنطقة
صورة رقم (5) البيئات الطبيعية بمناطق الخيران (تصوير رقيب اول شرطة خالد عمر نوفمبر 2014)
2- المسح الاجتماعي:
اعتمد المسح الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة علي المقابلات الشخصية وكذلك الاستبيانات المتعلقة بجمع المعلومات الاجتماعية والاقتصادية لسكان المنطقة وكذلك الموارد الطبيعية. حيث شملت الاستمارة بالاضافة للمعلومات الشخصية اسئلة عن مدي توافر الخدمات الاجتماعية مثل الخدمات التعليمية، الخدمات الصحية، امكانية الحصول علي مياه الشرب والزراعة، الحالة السابقة والراهنة للموارد الطبيعية بما في ذلك الحيوانات البرية وتواجدها ومسئولية حمايتها.
صورة رقم (6) شكل بناء المنازل بالمنطقة (تصوير رقيب اول شرطة خالد عمر نوفمبر 2014)
صورة رقم (7) مقابلة الشيوخ للمسح الاجتماعي والاقتصادي (تصوير رقيب اول شرطة خالد عمر نوفمبر 2014)
النتائج والمناقشة
اظهرت نتائج المسح النهاري وجود اعداد قليلة من غزال الدوركاس حيث وجدت بقايا حيوانات مذبوحة لعدد اثنين من الغزلان. كما وجدت بقايا فضلات حديثة في الاماكن الجبلية بعيدة عن القري. هذا بالاضافة الي وجود الثعالب الصحراوية. اما في المسح الليلي فقد تمت مشاهدت العديد من الثعالب والتي تعرف في تلك المنطقة بالصبرة وكذلك تمت مشاهدت الارانب بالاضافة الي الثديات الصغيرة مثل الفئران وابو الضربان. من هذا يتضح وجود الغزال الدوركاس بالمنطقة الا انه وبسبب النشاط السكاني المكثف والمتمثل في الرعي وحركة الحيوانات الاليفة فقد لجأ الي السلاسل الجبلية وجيوب الوديان بحثاً عن الحماية. وهذا يؤكد ما قاله السكان بان المنطقة غنية بالغزال العادة.
الوجود السكاني بالمنطقة يعتبر كبير نوعا ما حيث تم حصر حوالي 7 قري تفتقر الي وجود الخدمات الاساسية، توجد مدرسة اساس واحدة في قرية الغزالي البيضاء (الفوقانية)، لا توجد خدمات صحية الا ان معظم القري بها زائرات صحية حيث تكون الزيارة شهرية.
معلومات اساسية عن القرية
الخدمات الاقتصادية | الخدمات الصحية | الخدمات التعليمية | متوسط عدد السكان | القرية |
0 | زائرات صحية | 40 | غزالة | |
0 | زائرات صحية | 85 | حنك الطويلة | |
0 | زائرات صحية | 50 | سد ابرق | |
0 | زائرات صحية | مدرسة اساس | 150 | الغزالي (بيضاء) الفوقانية |
0 | 0 | 0 | 110 | بئر النص |
0 | 0 | 0 | 15 | الغزالي التحتانية |
0 | زائرات صحية | 0 | 45 | الغزالي الوسطانية |
0 Comments